تحتفي أجهزة الكمبيوتر الكمية بجيل جديد من التكنولوجيا، حيث يمكنها أن تعمل بسرعة تفوق تلك الخاصة بأفضل الكمبيوترات العملاقة المستخدمة اليوم. فلنتعرف على سبب أهمية تقنية الكمبيوتر الكمي وكيف يمكن أن تغير العالم.
تُعَدُّ أجهزة الكمبيوتر الكمية تقنية جديدة تعمل بسرعة تفوق 158 مليون مرة من الكمبيوترات العملاقة المستخدمة اليوم. إنها قدرة هائلة تستطيع في غضون أربع دقائق فقط ما يستغرقه الكمبيوتر العملاق 10،000 عام لإنجازه. لسنوات طويلة، اعتمدت جميع أجهزة الكمبيوتر على تصميم واحد فقط، وهو الذي يمكِّنها من تنفيذ مهمة واحدة في كل مرة.
يعتمد التصميم الأساسي للكمبيوتر على معالجة المعلومات المكونة من أرقام ثنائية تسمى بت (bit)، والتي تتميز بقيمتين محتملتين فقط: الصفر أو الواحد. أما الكمبيوتر الكمي فيستخدم ما يسمى بالقبيت (qubit) بدلاً من البت التقليدي. وعلى عكس البت العادي الذي يمكن أن يكون صفرًا أو واحدًا فقط، يمكن أن يتبنى القبيت قيمة الصفر أو الواحد أو كلاهما في نفس الوقت.
هذا يعني أن الكمبيوتر الكمي لا يحتاج إلى انتظار انتهاء عملية ما لبدء عملية أخرى؛ بل يمكنه تنفيذها في نفس الوقت. فعلى سبيل المثال، إذا كان لديك العديد من الأبواب المغلقة وكان عليك معرفة الباب المفتوح، فإن الكمبيوتر التقليدي يحاول فتح الأبواب واحدة تلو الأخرى حتى يعثر على الباب المفتوح. أما الكمبيوتر الكمي فيمكنه محاولة فتح جميع الأبواب في آن واحد، مما يجعله أسرع بكثير. يعتبر هذا التطور التكنولوجي قفزة نوعية في مجال تكنولوجيا المعلومات، ومن المؤكد أنه سيحدث تغييرات جذرية في العالم.